أدعية يهودية يتبادلها المسلمون عبر الفايسبوك!
شاعت في المدة الأخيرة ظاهرة تبادل الأدعية الدنيوية الجديدة والمبتدعة من طرف الشباب عبر رسائل الهواتف النقالة، والمواقع الإلكترونية والفايسبوك بالخصوص، وفي الكثير منها يقول الباعث للمبعوث إليه أنه مطالب بإرسال الدعاء إلى عشرة من الأصدقاء على الأقل، وحفظه أو قراءته قبل النوم لمدة شهر كامل
ورغم أن الكثير من هذه الأدعية لها شكل إسلامي، حيث تذكر الحج والصوم، وهي تدعو بالصحة والنجاح للمسلمين، إلا أن البعض منها مشتقة بالكامل من أسفار وتعويذات يهودية، دون علم وأحيانا بعلم باعثيها، وكان بعض علماء الدين من السلفيين بالخصوص، قد نبّهوا لذلك في شهر رمضان الماضي، وأعادوا التنبيه والتحذير بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، إلا أن التطور الإلكتروني الكبير واتساع رقعة وجماهيرية الفايسبوك نسفت كل الجهود. وصارت الأدعية المستوردة والمبتدعة والمنقولة من التخاريف والتورات تحطّ رحالها في مواقع الشباب، دون معرفة مصدرها، ويرددها ويحفظها الكثير من الشباب المسلم، الذي يُعجب بوزنها ولحنها، وما تحتويه من طلبات غريبة إلى درجة أن بعضها تدعو له بالكاريزما اتجاه الجنس اللطيف بالنسبة للذكور، والجاذبية نحو الرجال بالنسبة للبنات، وحتى للمثلية كما حدث في مصر وأثار ضجة، ودخلت السيارات الفارهة والهجرة والتعرف على رجال المال والأعمال، في قالب توراتي ضمن الدعوات، وقامت السلطات العراقية خلال المولد النبوي الشريف، بحجز يوميات للزينة بها صور الكعبة والمناطق الإسلامية، وأسفل كل صورة دعاء غريب ليس من الإسلام في شيء، وطالت الحملة الشباب الجزائري والشابات الجزائريات من المثقفين والجامعيين بالخصوص، رغم أن القرآن الكريم فيه الكثير من الأدعية الكافية بداية من سورة الفاتحة التي يدعو فيها المسلم بقوله: »اهدنا الصراط المستقيم« وانتهاء بسورة البقرة بقوله: »ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تُحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين«، كما يوجد الكثير من الأدعية النبوية، وفي كل المواقف حتى إن العلماء جعلوا دعاء نبويا لكل حالة حياتية من مأكل ومرقد ومركب وخوف وفرح وحزن إضافة إلى أدعية على لسان الصحابة ورجال السلف، لتظهر الآن أدعيةجديدة، وكأن الموروث غير صالح أو صياغته دون مستوى الأدعية المستحدثة من طرف مجهولين وفنانين، وحتى يهود!