Pages

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السوق ومعه ثمانية دراهم


خرج النبي صلى الله عليه و سلم يوما و معه ثمانية دراهم قاصدا السوق لشراء بعض الثياب التي كان في حاجة إليها و في طريقه إلى السوق وجد جارية مطرقة و تبكي بحرقة فاقترب النبي الرحيم منها و قال : السلام عليك يا أمة الله فردت : و عليك السلام يا رسول الله ، فسألها عن سبب بكائها فأخبرته بأن أهلها أرسلوها إلى السوق لشراء بعض الحاجيات فأضاعت الأربعة دراهم التي كانت معها فهدأ النبي صلى الله عليه و سلم من روعها و أخرج الدراهم التي كانت معه و أعطاها أربعة (4) دراهم أي نصف ماله ثم أكمل طريقه إلى السوق و اشترى ثوبا بدرهمين و أقفل عائدا غلى بيته الطاهر و في طريق عودته و جد مسكينا يطلب ثيابا فأعطاه الثوب الذي اشتراه و عاد مرة أخرى إلى السوق و اشترى ثوبا آخر بدرهمين و في طريق عودته وجد مسكينا آخر يطلب ثيابا فأعطاه الثوب الذي معه و مضى إلى بيته الشريف و قد نفدت الدراهم التي معه و في طريقه تفاجأ بوجود الجارية في المكان الذي تركها فيه و هي تبكي بالرغم من أنها اشترت ما طلبه أهلها من حاجيات...
تعجب النبي صلى الله عليه و سلم منها و سألها بعدما سلم عليها متعجبا من سبب وقوفها ، فأخبرته بأنها تخاف من عقاب أهلها بسبب تأخرها في العودة إلى البيت و طلبت منه أن يرافقها إلى بيتها و أن يشفع لها عندهم فرافقها النبي المتواضع و المتخلق طالبا منها أن تمشي خلفه خشية أن يعبث الريح بثوبها فتنكشف عورتها و حين وصل إلى منزل أهلها سلم على النسوة اللاتي كن داخل المنزل فلم يرددن السلام ، فسلم ثانية فلم يرددن ، فسلم ثالثة ، فقلن : و عليك السلام يارسول الله فقال : ما بالكن لم ترددن في الاولى و الثانية ، فقلن : أردنا أن تكرر السلام في بيتنا فتعمه البركة .
حينها أفصح النبي صلى الله عليه و سلم عن سبب مجيئه طالبا أن يقبلوا شفاعته في تلك الجارية ، فقلن : يا رسول الله كيف شفاعتك في أمة و قد شفعك الله في كل الأمة ؟؟!! لقد أعتقناها لوجه الله إكراما لك يارسول الله .
فخرج النبي صلى الله عليه و سلم مبتسما و هو يقول : ما رأيت دراهم أكثر بركة من هاته الثمانية دراهم ، كسى الله بها مسكينين و أعتق بها رقبة.

اللهم صل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها ، وعافية الأبدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها وقوت الأرواح وغذائها وعلى آله وصحبه وسلم ، في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علم الله .